مجز العريقة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مجز العريقة

نحو مجتمع باهر
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 ابن بطوطة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin
Admin


عدد الرسائل : 45
العمر : 37
تاريخ التسجيل : 01/12/2007

ابن بطوطة Empty
مُساهمةموضوع: ابن بطوطة   ابن بطوطة Emptyالأحد ديسمبر 02, 2007 2:50 pm

من هو ابن بطوطة؟؟
هو محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم اللواتي الطنجي، وكنيته أبو عبد الله، ولقبه شمس الدين ويُعرف بابن بطوطة، وُلد في طنجة بالمغرب يوم الإثنين 17 من رجب سنة 703هـ ـ 24 فبراير 1304م، أصله من قبيلة لواتة البربرية التي انتشرت بطونها على ساحل القارة الإفريقية حتى سواحل مصر وأقام بطنجة حتى بلغ الثانية والعشرين من عمره.
ونشأ بين أهله وذَوِيه في بَسطة عيش وطمأنينة بال، فلم يخطر له أن يترك أهله ويهجر وطنه ويسافر إلى غير بلاده، حتى دعاه داعي الحج فخرج ملبيًا في يوم الخميس الثاني من رجب سنة 725هـ، ومن هنا كانت الانطلاقة لرحلاته.
والمطّلع على رحلة ابن بطوطة يستبين من كلامه أنه كان مُفْرِطَ الحسَّاسية والتأثر، يَقِظَ الوجدان رقيق العاطفة محبا لوالديه، معظِّما للأتقياء والصالحين. ومما يدل على ورعه وتقواه أنه كان لا يَفْتَأُ يذكر أن ما مُتّع به في حياته من نعمة وجاه إنما كان لأنه حج أربع حَجات. أما حبه لوالديه فقد أفصح عنه أيُّما إفصاح حيث يقول في مقدمة رحلته: إنه تركهما فتحمل لبُعدهما وَصَبًا، ولقي من الفراق نَصَبًا، وإنه لما عاد من رحلته الأولى وبلغه موتُ أمه حزن حزنا شديدا قطعه عن كل شيء، حتى صلتِه بحاشية الملك أبي عنان في فاسَ المغربية، والتي كانت مصدر ما لقيه من تكريم ونعمة.

ويبدو أن ابن بطوطة حصل على ما تيسر من العلم بمسقط رأسه مع ميل واضح إلى الفقه وفقا للمذهب المالكي السائد في إفريقية، ولا شك أنه تمتع بقدر من المعرفة في هذا المجال؛ فقد شَغل في خلال رحلته الطويلة منصب القضاء وهو في ريعان شبابه، غير أنه لا يخلو من غرابةٍ أنه لم يخلِّف وراءه أي نتاج أدبي، إذْ لم يرد في كتاب رحلته أو أي مصادر أخرى مؤلفاتٌ أدبية منسوبة إليه.
عاصر ابن بطوطة منذ ولادته في طنجة أحداثًا جسامًا؛ إذْ كانت بلاد الأندلس تموج بالفتن والثورات عقب وفاة ابن الأحمر ووقوع التناحر، ثم تطلّعَ سلطان المغرب إلى بسط سيطرته على الأندلس، فتحقق له ذلك على أثر حملة طردت بني الأحمر، ثم وقعت المعارك بين المسلمين ونصارى الأندلس، وبلغت الحوادث السياسية أَوْجَها بينهما، فاستردّ المسلمون أجزاء مهمة، وسقطت في يد النصارى مثلها، وازدادت ضراوة معاركهم مع المسلمين للقضاء على حكم العرب، وحينئذ بدأت مملكة قشتالة تنفيذَ خطتها لإنهاء الوجود الإسلامي بالأندلس. وصل الرحالة ابن بطوطة في إحدى رحلاته إلى جزر المالاديف، وعرف الناسُ فقهَه وعلمه، وكان بهذه البلاد قاضٍ يَحْصُل لنفسه على عُشر قيمة التركة عند توزيعها على ذويها، فرأى ابن بطوطة ذلك، فغضب واعترض على فعل القاضي المنافي للشرع، وأمره ألا يأخذ من الورثة إلا أجرة قيامه بتحديد الأنصباء وتوزيعها، وليس عشر التركة كما يفعل، وعلم السلطان بذلك، فأمر بعزل القاضي وتولية ابن بطوطة للاستفادة بفقهه في إقامة الأحكام الصحيحة للدين. حينما انطلق ابنُ بطوطة في رجب سنة 725هـ قاصدًا الحجَّ كان ذلك بدايةً لرحلته الطويلة، فزار أول ما زار تونس، ثم مصر والشام. وتنقَّل وهو في الطريق بين مدن فلسطين والشام، فزار أولاً مدينة بيت المقدس، وشاهد المسجد الأقصى وقبة الصخرة.
وقد أوسع ابن بطوطة مسجد بيت المقدس إعجابًا وامتداحًا، وجال في جميع أرجائه فوصفها وصفا دقيقًا، كما بهره بديع صنع قبة الصخرة التي بلغت من نفسه مبلغًا كاد يعجزه عن وصفها؛ لرائق صنعتها، وتلألؤ أنوارها، وتغطية الذهب إياها، مما يحير بصر من يتأمل محاسنها.

رحلات ابن بطوطة
: ابن بطوطة هو أشهر رحالة عربى حيث قام برحلة مشهورة خلدت اسمه فى سجل التاريخ ورحلته هى أطول رحلة قام بها رحالة فى العصور الوسطى ، إذ بلغ طولها 75 ألف ميل (أى ثلاثة أضعاف ما قطعه الرحالة الايطالى ماركو بولو) ، واستغرقت رحلته 29 عاماً امتدت من المحيط الاطلنطى غرباً الى بحر الصين شرقاً ، ويعتبر ابن بطوطة صاحب الفضل فى استكشاف بعض المناطق الأفريقية وأهمها مالى ومدينة تنيكتو
ولم يستطع الأوروبيون الوصول الى تلك المنطقة إلا فى أواخر القرن الثامن عشر على يد الرحالة البريطانى منجو بارك والرحالة الفرنسى رينيه كابيه ، أى بعد استكشاف ابن بطوطة لها بكثير من ثلاثة قرون ، وقد عاد ابن بطوطة الى بلاد المغرب وقد بلغ الخمسين من عمره ، حيث كلفه سلطان مراكش ابوعنان المزينى بكتابة رحلته ، فأملى مشاهداته على الكاتب محمد بن جزى الكلبى ، ذاكراً كل ما رآه فيما زاره من بلدان من حيث وصف البلد ونشاط سكانه ومعتقداته وما بلغوه من تقدم ، فحفظ فى كتاب حقائق ومعارف لولاه لمحاها الزمن ، فقدم نظرة شاملة للعالم الاسلامى فى عصره ، كما قدم صورة للقاء العميق بين الحضارتين الإسلامية والهندية خلال زيارت لبلاد الهند ، يقول ابن بطوطة فى حديثه عن بلاد الهند
:
" وفى غد ذلك اليوم وصلنا الى حضرة دلهى قاعدة بلاد الهند ، وهى المدينة العظيمة الشأن ، الضخمة ، الجامعة بين الحسن والحصانة ، وعليها السور الذى لا يعلم له فى بلاد الدنيا نظير ، وهى أعظم مدن الهند ، بل مدن الإسلام كلها بالمشرق ، ومدينة دلهى كبيرة المساحة ، كثيرة العمارة ، وهى الآن أربع مدن متجاورات متصلات ، والسور المحيط بمدينة دلهى ليس له نظير ، فعرض حائطه أحد عشر ذراعاً وفيه بيوت يسكنها السمار ( الساهرون للحراسة ) وحفاظ الأبواب ، وفيها مخازن للطعام ومخازن للعدد ومخازن للمجانيق ووالرعاداتآلات رمىالنار ) ، ويبقى الزرع بها مدة طائلة لا يتغير ولا تطرقه آفة "
كما يعرض ابن بطوطة عدل ملوك الهند وحكمتهم خلال حديثه عن البلاد الهندية التى زارها مبيناً ماوصلوا إليه من مهارة فى حفظ الحبوب فترات طويلة ، كما يبين مهارتهم الهندسية فى بناء الصوامع والقباب وغيرها .
هذا وقد أطلق ابن بطوطة على كتابه اسم ( تحفة النظار فى غرائب الأمصار وعجائب الأسفار ) ذلك الكتاب الذى اهتم به علماء الغرب فترجم الى كثير من اللغات ، كما كتب عنه كثير من الأبحاث بأقلام بوركهارت وكوزجارتن وجب وكولى ودفيك وكوردييه وغيرهم ، كما نال القسم الخاص بالهند عناية المستشرقين فترجمه مزيك الى اللغة الألمانية مع الجزء الخاص بالصين ، وانتشر كتاب رحلة ابن بطوطة فى العالم مترجماً الى الإنجليزية والفرنسية والألمانية والأسبانية والتركية ، وهو من الكتب العربية الهامة التى شهدت للحضارة الهندية ، فرسم صورة واضحة لما وصلت إليه بلاد الهند من تقدم عمرانى وزراعى ، وما انتشر فيها من عدل ملوكها فى القرن الرابع عشر الميلادى .
1) مجتمع ظفار مجتمع تجاري :
_____________________

بناء على أوصاف ابن بطوطة ، يمكن تصنيف مجتمع ظفار في عداد المجتمعات التجارية التي تشكل فيها التجارة حجر الزاوية ،
ومنها قوام حياة الظفاريين ( فهم أهل تجارة لا عيش لهم إلا منها ) كما جاء ذلك على لسانه .

وترد في نصوص الرحلة مجموعة من المؤشرات التي تعكس هذه الرؤية ،
فالاسواق منتشرة خاصة سوق الحرجاء الموجودة في ربض المدينة أي في ضاحيتها ،
وهي سوق مليئة بالسلع ، موارده بالحركة التجارية .

وفي الساحل يقوم ميناء وسوق معدة للتصدير والاستيراد فمنها ( تحمل الخيل العتاق الى الهند ) ،
وإليها تصل المراكب من الهند وغيرها فيخرج عبيد السلطان لاستقبالها بحفاوة وكرم كبير ، ويعبرون عن ذلك بضرب الطبول والنفخ في الأبواق احتفالاً بمقدمها .

وهذه الحفاوة تعكس إحدى الاساليب التي كان يستعملها اهل ظفار لجلب التجار إليهم وكسب مودتهم ، خاصة ان هؤلاء كانوا يحملون إليهم ما يحتاجون إليه من الهند من ارز وقطن ، مما يدل على ان علاقة ظفار بهذا البلد كانت وطيدة .

لانها اقرب البلدان الآسيوية إليها ، وحسبنا ان مدة الرحلة بين البلدين لم تكن تتجاوز 28 يوماً .

وتكشف رحلة ابن بطوطة عن ظاهرة سادت مجتمع ظفار في مجال التجارة ، وهو ان معظم المشتغلين في عمليات البيع كانوا من العبيد والخدم ، من بينهم بعض النسوة اللاتي شاركن بدورهن في المعاملات التجارية ،
وكان يناط بعبيد سلطان ظفار مهمة استقبال المراكب التجارية الآتية الى ظفار ، فيفرغون السلع المشحونة بها أو يشحنون السلع المصدرة نحو اليمن والهند والصين مثل الثياب والعسل ،

ويمكن من خلال الرحلة أيضاً التعرف على العملة التي كان يتعامل بها سكان ظفار في القرن الثامن الهجري ، وهي الدرهم المضروب بالنحاس والقصدير .

بيد ان الطابع التجاري المهيمن على مجتمع ظفار لا يعني انعدام الزراعة فيه ، بل ان الباحث يستطيع أن يستشف من خلال اوصاف ابن بطوطة ان المجال الزراعي احتل مكانة محترمة في انماطه الانتاجية .

ويمكن سرد بعض المنتوجات كالقمح والذرة التي كانت تعتمد على السقي من مياة الآبار ،
فضلاً عن انتشار البساتين التي كانت تلبي احتياجات المدينة من الفواكة المتنوعة كالموز ذي الحجم الكبير ، الذائع الصيت في اللذة والحلاوة ، كذا التنبول والنارجيل .

وتعتبر زراعة النارجيل من الفواكة التي انفردت ظفار بانتاجها .

وقد ارتبطت بها عدة صناعات كصناعة العسل التي كان يعرف أصحابها اسم ( الفازانية ) ، كذا صناعة الحليب والزيت .

وتاسيساً على ظاهرة البستنة التي عمت ظفار ، نستطيع ان نتصور أن مجموعة من البساتين كانت تشكل حزاماً اخضر يحيط بالمدينة ، وهو امر بديهي إذ علمنا أنها تتلقى أمطاراً موسمية غزيرة تساعد على نموها واخضرارها .

لكن رغم وجود الطابع الزراعي ، فالواضح من كلام ابن بطوطة – ويؤيده في ذلك كثير من الرحالين والجغرافيين – ان مجتمع ظفار غلب عليه الطابع التجاري اكثر من الزراعي
مدينة نزوى
هنالك على الأرجح طريقتان لوصف مدينة تحتل ، تاريخيا في الماضي والحافر، مكانة خاصة في الذاكرة الجماعية والوعي العام:
1- كتابة تتقصى تاريخ المدينة عبر مراجعة عميقة لمدوناته ومرجعياته المختلفة كتابة تتحول تلقائيا، كتابة تاريخيه ، او على الأقل ، كتابة في أو حول التاريخ
2 - كتابة صحفية تصف المدينة وصف العين للون ، والأذن للصوت ، والآنف للرائحة ، وصفا حواسيا ظاهريا يحول كل ماهو تاريخي ، ثقافي وأثري ، الى مادة "سياحية / فولكلورية " .
غير أتنا ونحن بصدد الكتابة عن مدينة تتموضع في أهم وأبرز مفاصل التاريخ العماني القديم والحديث مدينة، فى الأساس ، صانعة اهم وأبرز مفاصل هذا التاريخ ، ومازات حتى اليوم تلعب دورا مؤثرا في مساراته ، على الأصعدة المختلفة الأجتماعي والثقافي والسياسي ، سنحاول قدر المستطاع تجنب الاشتغال ، في وصف هده المدينة، "نزوى" ، على أى من الطريقتين المعروفتين في سياق ما هو سائد ومعروف من كتابة مشابهة، حتي لم لا نقع في مطب كتابة تاريخية ستكون لو حدت ذلك كتابة ناقصة ومبتسرة. أو على الأفضل ، كتابة جافة ومحتقنة بأحداث ضخمة، أحداث دولى وزعا مات ونزاعات وحروب وتحولا ت وانكسارات ، صعود وهبوط . عالم تاريخ هذه المدينة، صاخب ومتنوع ، لاتدعي هذه الكتابة امتلا ك أدوات التعامل معه .
وفي المقابل سنحاول تحبنب الوقوع في سطحية وسهولة كتابة صحفية سريعة ومفككة، هذه الصفحات ليست مكانا مخصصا لها وما سنحاوله ، إذا، طريقة ثالثة قي وصف "نزوى"، تجمع يين التاريخية والصحفية دون الوقوع في صرامة الأولى أو سهولة الثانية.
إن هذه الكتابة لاتهدف في الأساس إلى التعريف ب "نزوى" فهي كما يقول المؤرخون العمانيون أعرف من أن تعرفى ونخالهما أصعب من أن تعرف. ولكنها تطمح فحسب الى وصفها وصفا يعرض لبعض من ملامحها ، قديما وحديثا. الانسان والمكان أيهما في البداية يجييء بالآخر، المكان بالأنسان ام الانسان بالمكان ، من يبني الآخر ويؤسسة ويبعث فيه الحياة، من يجعل الآخر قابلا على الحياة ضمن شروط الحياة الأساسية سنقول ببداهة الإنسان هو صانع الحياة وشاغلها والمشغول على الدوام بها يؤثث الأنسان المكان حجرات ولطرقات منازل ومزارع. يسور المكان ويسيجه ، يحوله بالحياة من مكأن عام الى مكان خاص وخاضع له خضوعا يحؤل الإنسان فيما بعد الى مادة يستهلسها المكان ويفنيها لبقأئه يبقى المكان أذا ويفنى الانسان يزول الباني على الدوام ويثبت البناء.
غير أنا سنعاود طرح السؤال بصيغة ثانية صيغة أن الحياة قبل الإنسان، 21 الإنسان يصور الحياة فحسب ولا يوجدها الحياة موجودة منذ الآزل ، موجودة، قبل الإنسان، في الصبيعة .
في المكان ونقول درما إن حياة ما في هذا المكان ، وإن مكانا ما يخلو من هذه الحياة إذا ما يغري الإنسان بمكان ما، مكان بعينه دون سواه هو الحياة وأول وأهم شرط وعلامة علي وجود الحياة في مكان ما هو، كما عرفها الانسان منذ الأزل الماء والكلا من هنا، من هذا المدخل حاولنا تتبع أول حياة عرفتها نزوى ( نشأة هذة المدنية العريقة وأول من استوطنها قبل العرب ثم أول من استوطنها من العرب ولم كان لها أن تحتل هذة المكانة التاريخة البارزة والكبيرة؟!
وستعترف أننا قضينا وقتا طويلا عند الاعداد لهذد الكتابة في طريق غامض وملتو ولم يوصلنا هذا الطريق ، عدا السؤال الأخير حول المكانه التاريخة، الى بداية وأضحة ومحدده نستطيع بها ومن خلالها تحديد نشأة نزوى، ومعرفة من سكنها قبل العرب ولا أول من استوطنها من العرب ولانستطيع التخمين على المقاربة التاريخية وحدها أن أول من استوطن هذه المدينة من العرب هم الأزد الذين وفدوا على عمان بقيادة مالك بن فهم بعد انهيار سد مأرب في اليمن والذي قاتل بجماعته الفرس وأجلاهم عن الأرض ، والحارثة التاريخية ، معروفة ولانرى ضرورة هنا لذكرها ذلك أن عروبة الارض العمانية والتي هي جزء أساسى من شبه الجزيرة العربية سابق عبر كل تصور تاريخي للوجود الفارسي الموصوف أساسا بـ " احتلال "، أي أن صفة المحتل هنا تعطي دلالات واضحة على وجود عربي قائم فوق الأرض العمانية ، رغم أن ما وضح لنا وما وجدتاه مدونا في معظم الكتب التي تناولت تاريخ هذه المدينة لا يعود الى ابعد من بداية العهد الإسلامي ، باستثناء مؤلف واحد هو " خفايا التوراة" لكمال الصليبي .
وملامح المكان وآثاره الباقية تدلل دون شك علي وجود حياة سابقة للعهد الإسلامي في هذه المدينة، حياة لم تؤرخ وربما يرجع ذلك إلى أسباب عديدة أهمها، حسب تقديرنا، عوامل الثبات والإستقرار الذي كانت تفتقده بعض المدن الهامة في . الجزيرة العربية، استنادا الى الطبيعة الجغرافية، والتركيبة العشائرية والقبائلية، وحيا ة التنقل والترحال الدائم ، حياة البداوة التي كان يعيشها العرب قبل الإسلام وهنالك عامل أخر وهو ضعف حلقات تاريخ هذه المدينة وتاريخ كل المدن العمانية ادامة، والمتمثل فى الغياب الكامل لآليات التأريخ والبحث "المتاريخانى " لدي المؤرخين العمانيين في العهود المسابقة. واعتمادهم على المنظومة التقليدية في سرد التاريخ وكتابته ، سردا حكائيا إن صح التعبير، يقول ويسرد أحداثا عن سابق عن سابق .
هذا اذا علمنا أيضا انه لايوجد مؤلف أو دراسة مكرسة لتاريخ هذه المدينة ولا لغيرها من المدن .
هناك حضور واضع لى افى كان متقطعا لى " نزو ى " ولـ " صحا ر " و لـ" الوستاق " ولـ"قلهات " ولـ"مسقط " ولغيرها من المدن التي لعبت أدوارا بارزة في مسرة التاريخ العمانى،في معظم كتب التاريخ وكتب الفقه التي الفها عمانيون وغير عمانيين " حضور رغم وضوحه المتقطع لا يروي ولايشفي سؤالات البحث ولا جراحات التاريخ .
برزت "نزوى"، بين المدق العمانية، قبل اق 75 تكون عاصمة سياسية لعمان ، كعاصمة علمية ومركز ديني هام في خارطة المراكز الإسلامية آنذاك ، وكانت "نزوى " التهي لقبت فيما بعد بـ "بيضة الإسلام " خاصة المذهب الاباضي وساحته وحصنه (لحصين. والبيضة في التسمية هنا هي الساحة، أي إن "نزوى" هي سماحة الإسلام لما جمعت من علمائه الكبار فما ذالك الزمان . ويقال انها لقبت كذلك فى عهد الامام "غسان بن عبدالله " . ويودر التسمية شاعر عمان الكبير "أبو مسلم ناصر بن عديم الرواحي " في نونيته الشهيرة وافرق بها البيد حتى تستبين لها (فرق ) على ( بيضة الإسلام ) عنوان فان تماينت الحواء شاخصة لها مع السحب اكفان وأحضان فحط رحلك عنها انه بلغت ( نزوى) ، وطافى بها للمجد أركان وقد خرجت هذه المدينة كوكبة من العلماء والفقهاء والمؤرخين الذين كانت لهم اسهاماتهم الكبيرة والمؤثرة في التاريخ الإسلامي ولو لم تخرج "نزوى" غير فقيه الأمة "ابي الشعثاء جابر بن زيد 18-93 هـ" لكفاها فخرا ومن بين علماء "نزوى" العلامة الكبير، مرجع علماء زمانه "ابن محبوب" و "بشير بن المنذر وسليمان بن عفان و " حتات بن كاتب "المعروف في سير المسلملين " بالفقه الواسع والعلم النافع " و" محمد بن وصاف النزوي " و"محمد بن روح بن عريي الكندي ".
ولعلماء "نزوى" في هذا السياق ريادة في تأليف الموسوعات العلمية / الإسلامية، ويمكن القول أن معضم الموسوعات العمانية في علوم الدين هي "صناعة نزوية" ويقول فضيلة الشيخ "احمد بن حمد الخليلي مفتي عام السلطنة في محاضرة له عن نزوى ان التاريخ يذكر ان هنالك موسوعة للإمام "ابن محبوب " في سبعين سفرا وأخرى للإمام " بشير بن محمد بن محبوب " ايضا في سبعين سفرا، غير ان هاتين الموسوعتين ليس ليس لهما الآن وجود لا في عمان ولا في بلاد أخرى وانضا ذكرهما " البدر الشماخي " في القرن السابع للهجرة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.majaz.c.la
Admin
Admin
Admin
Admin


عدد الرسائل : 45
العمر : 37
تاريخ التسجيل : 01/12/2007

ابن بطوطة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابن بطوطة   ابن بطوطة Emptyالأحد ديسمبر 02, 2007 2:51 pm

غير أن ثمة موسوعات بقيت أو بقيت اجزءا منها وقد حقق بعضها وطبع .. منها " بيان الشرع-الجامع للعلوم الاسلامية الاصل والفرع - للشيخ العلامة محمد بن ابراهيم الكندي " وقد جاءت هذه الموسوعة التي تناولت جميع أبواب الفقه والعقيدة في ثلاث وسبعين جزءا- وهنالك موسوعة "كتاب المصنف " للشيخ " إبي بكر احمد بن عبدالله الكندي " والتي جاءت في واحد وأربعين جزءا وموسوعة كتاب "التاج " للعلامة عثمان بن عبد الله الاصم وقد بقيت أجزاء منها ووجدت لها نقول في "قاموس الشريعة"- وغيرها من الموصوعات الهامة .
وإذا كانت الاهمية العلمية لـ"نزوى " هي التي مكنتها فيما بعد لأن تحتل مكانة سياسية كبيرة في عمان " يضاف اليها بطبيعة الحال موقعها الجغرافي لم الاستراتيجي . فمن الناحية الجغرافية لتقع " نزوى" في قلب داخلية عمان ، في منطقة كانت تسمى "الجوف " جوف عمان وداخلها. والجوف، كما يقول العلامة سالم بن حمود السيابي في كتابه "العنوان عن تاريخ عمان - ص 14 " " اسم يقع على بلدان العوامر تغريبا ، فيشمل ازكي وأعمالها، ونزوي واعمالها، وبهلى وتوابعها والحمراء، وما اليها، الى الجبل الأخضر شمالا وجبل الكور غربا " نزوى" في هذا الجوف تحتل جوفه وهي من الناحية الاستراتيجية المستمدة أساسا من موقعها الجغرافي، مكان تحيطه وتحصنه الجبال ، عصي عن أياد وعيون الغزاة والمستعمرين فى تلك الحقب . وسنتعرف لاحقا انطلاقا من هذا الموقع الحصين ، أن " نزوي " لعبت دورا أساسيا في حسم الكثير من الصراعات العسكرية التي دارت في أزمان مختلفة وفي إجلاء المستعمر البرتغالي ، ليسو عن الأراضي العمانية فحسب ، وإنما من المنطقة والمحيط الهندي وحتى شرقي افريقيا نقول انه اذا كانت تلك الاهمية العلمية لهذه المدينة هي التي مكنتها من أن شل مسالخ سياسية باوزة فان ذنك دلالة للدور الذي كأن يقوم به العلم والعلماء في تسيير أمور الدنيا الوجواد أمور الدين ويذكر التاريخ انطلاقا من هذهـ الأهمية العلمية لـ " نزوى " أن رسالة الرسول (صلى الله عليه وسلم ) فى "عبد" و "جيفر" أبني" الجلندى " والتي تدعوهما وأهل عمان للإسلام ، قرئت بعد فضر ختمها في " صحار" عاصمة عمان في ذلك الوقت في "جامع الشواذنة " بــ " نزوى " في وصف " نزوى " سنقدم هنا " مختارات " مما تيسر لنا مراجعته من ذكزلهذه المدينة في بعض المؤلفات والمراجع التاريخية، نزوى بعين المؤرخ " القديم ". نزوى " القديمة " على كل حال، قبل تحولات المدنية واشتراطات الحياة الحديثة التى تعيشها المدينة كما كل المدن العمانية منذ بزوغ فجر النهضة العمانية الحديثة عام 1970 م ، والتي حافظت على مجمل الملامح التاريخة للمدن العمانية وعنيت عناية كبيرة بحماية وترميم الآثار القديمة والتي على، أول قائمتها أثار نزوى وربما اف الزائر اليوم لـ "نزوى" لسيلمح أي جهد بذل في إحياء تراث " نزوى " من قلاع وحصون وابراج ومساجد وأسواق وأسوار قديمة، بحيف أصبحت الى جانب كونها علامات هامة على تاريخ مجيد، علامات هامة وكبيرة على حاضر زاهر يغرف "ياقوت الحموي " نزوى في " معجم البلدان ، ج 5، ص 281 " يقول .
((نزوة بالفتح ثم السكوت وفتح الواو، والنزو الوثب ، والمرة الواحدة ونزوة جبل بعمان وليس بالساحل ، عدة قرى كبار يسمى مجموعها بهذا الأسم ، فيها قوم من العرب ، كالمعتكفين عليها، وهم اباضية، يعمل فيها صنف من الثياب ، منمنمة بالحرير جيدة فائقه ، لايعمل في بلاد العرب مثلها)).

ويصف (ابن بطوطه ) رحلته الى نزوى وما شاهده فيها في كتابه الشهير" تحفة النظار في غرائب الامصار، وعجائب الاسفار" " ثم قصدنا بلاد عمان فسرنا ستة ايام في الصحراء، ثم وصلنا بلاد عمان في اليوم السابع ، وهي خصبة ذات أنهار وأشجار وبساتين وحدائق نخل وفاكهة كثيرة مختلفة الأجناس ، ووصلنا اق قاعدة هذه البلاد " وهي مدينة " نزوى "، وضبط اسمها بنون مفتوح وزاء مسكن وواو مفتوح، مدينة في سفح جبل تحف بها البساتين والأنهار، ولها سوق حسنة ومساجد معظمة نقية.

عادة أهلها أنهم يأكلون في صحون المساجد، ويأتي كل إنسان بما عنده ويجتمعون للاكل في صحن المسجد، ويأكل مع هم الوارد والصادر، ولهم نجدة وشجاعة) .
أما المؤرخ العماني " سالم بن حمود السيابي " فيصف نزوى في كتابة " العنوان عن تاريخ عمان ":
أعلم ان أعظم المراكز العمانية في ، الداخل نهل نزوى "، إذ هي تخت مملكة عمان ، وكرسي امامتها من قديم الزمان .
وذلك انه لما اشتدت الغارات الأجنبية على مركزالزعامة العمانية، وتوالت الغزوات بتوالي الغزاة، وبقي عرش الزعامة في " صحار" مهددا دائما في قلق ، جعلها العمانيون عرش مملكتهم .
ومقر سلطانهم، ومأمن إمامتهم. ومنتدح مهامهم واذ ذاك أنشدت فيها القصائد ،لشعرية والخطب النثرية .
واستمرت تتقدم ويجلب اليها كل شيء ، حتى قام لها ذكر ولم يزل التاريخ يغلوه على المسامع ، ورسم ذكرياتها الأكابر، أيام نقل المركز أليها، يتوالى الغارات عليه - كما قلنا - برية وبحرية، وطال تزعزعه بعواصف الأعداء، ولم يلبث الامروعا.
وكانت " نزوى " مأمونة من غارات الأعداء، اذ هي في قلب عمان الداخلية، والحال ان لاطيارات ولاسيارات نحوها- فاذا نزل الغازي لعمان ، وارتفع خبره إلى "نزوى " . قامت عليه عمان بعدها وعديدها، وسدت الثغور في وجهه ، وطاردته حتى فل حده، وضعف جنده ، وقل عدده ، فيقع من الغنيمة بالإياب.
تقع مدينة " نزوى " فى سفح " الجبل الأخضر " من الجنوب ، بين جبال هي سورها، في فضاءصالح ، غير مكتض من كل جهة، ذات أنهار وبساتين ، ونخل باسقة في جو مناسب فكانت حضيرة العلماء، ورائرة الآئمة، ومأوى (لصالحين الأخيار والفضلاء الأحرار، ومجتمع العلماء، ومحط الأفاضل الأصفياء بغير نكران ويالتربتها وما حوت من علماء المسلمين جما غفيرا، وطوت في صحائفها هن (لأتقياء عددا وفيرا ، والحال أكبر شاهد وأصدق ناقد ) " نزوى " ماذا سيبدو أولا أن الاجابة على هذا السؤال ، ربما، ليست اجابة كاملة ونهائية، ذلك لأن هنالك أكثر من تأويل لهذا الإسم فياقوت الحموي ، كفا سبق ، يمعرف الكلمة بالتاء المربوطة " نزوة " من النزو والوثب ، والمرة الواحدة، ويرجج الإسم الى " جبل بعمان " . في حين اننا نجت از باحثا مرموقا فثل " كمال "لصليبي " ( يقترح ) عي ونحن نثسدد على هذه الكلمة ونضعها بين مزدوجين - تأويلا أخر جديدا لكلمة " نزوى" في مبحثه المعنون " نبي من عمان لما ضمن كنايه ( خفايا التوراة)، الذي قدم فيه مقاربات تأريخية وجغرافية لـ "سفر النبي يونان " ، أو كما أسماه " نبى من عمان " . وهو نص من النصوص التوراتية المتأخرة. وفي هذا السفر وردت سماء أماكن حاضرة في سياق قصة هذا النبي ، من هذه الأماكن ، مكان يسمى مجلى الأصل ، حسب الباحث ، " نزوة " وقد حرفها، مع الزمن المدونون نقلا عن الرواة، الى " نينوى " التي كانت عاصمة المملكة الأشورية في العراق ، غير ان الصليبى وعبر ماتوصلت اليه بحوثه الميدانية على المكان ، وقد زار عمان ، كما يذكر في بداية السبعينيات ، يرى ان " نينوه " الواردة في النص التوراتي هي " تزوى " وفي هذا السياق يقول للم سوف اقترض ،، على كل حال ، ان نينوه هذه كانت بالفعل نزوة الحالية بداخل عمان .
وان يونان سار الى نزوة هذه من "اليهم " التي هي اليوم قرية آل هيما بجبل آلهيما ويسند الباحث فرضيته بأن " نينوه " أو " نيتوى " في سفر يونان هى "نزوى " العمانية، كونها وردت في السفر بأنها (مدينة عظيمة، أي كبيرة، واقتصادها يقوم على المواشي . والوصف هذا ينطبق تماما على بلدة " نزوة " الشهيرة بداخل عمان ، الى الغرب من إزكي واسمها لكتب عادة " نزوى "،أو " نزوا " . ولهذه البلدة تاريخ عريق يعود الى ما قبل الإسلام . وهي اهم البلاد بداخل عمان ، وسوقها من اغنى الأسواق هناك . وقد شهدت تسويق الماشية والدواب فيه عام 1973 ، وذلك قبل اعادة بناء البلدة وتحويلها الى مدينة عصرية. ولعل الذي قام بتدوين قصة يوتان بالعراق في القرن الرابع أو الثالث فبل الميلاد قد اخذ إسم نزوة مشه " نزوه "، فحولى حرف الزين فيه الي نسن وجعله ننوه ، ويالتصويب نينوه، لتعرلف المكان بانه مدينة نينوي بشمال العراق ) هنا ينتهى كلام كمال الصليبي .
نختلف او نلفق مع ماذهب اليه وافترضه كضال الصليبي بان "نينوه أو نينوى " التي وردت في النص التوراتي " سفر النبي يونان " هي نزوى ، فاننا علي أية حال نلمس جانبا مهما من عراقة وقدم هذه المدينة " نزوى " . ويكفي أن نقول أن ورود، حتي اشتقاقات الإسم في ألنصوص التوراتية يعطي دلالات لابد أن يتوقف عندها دارسون وباحثون ومؤرخون محتملون ، راهنا ومستقبلا واذا كنا قد أشرنا في مطلع هذه الكتابة الى أننا لم نستطع التوصل بوضوح الى تاريخ في نشأة مدينة " نزوى " العمانية، ولاحتى الى تاريخ مقارب ، فشلك لأننا، اضافة الي ماذكننا، لم نشأ ان ننساق وراء افتراضات كمال الصليبي التي تحيل دون مشقة الى ان لهذه المدينة وجود وكيان كامل يعود الي ماقبل العام . 350 قبل الميلاد. ولأنه حسب تشيرنا ان المقاربات الجغرافية لاسماء الاماكن وحدها لا تعطي نتائج تاريخة جازمة وحاسمة .
وفي المقابل ، المعادل الآخر لما سبق من ذكر لـ" نزوى" نجد أن غالبية العمانيين ، مؤرخين وباحثين وسواهم يجمعون وهم على الأرجح أدرى، على ان نزوى تعود تسميتها نسبة الى نبع ماء شهيربالمكان يقع تحديدا فيما سبق بجوار حصن وقلعة نزوى، كان اسمه ، كما يذكر "زوى" . النبع لاوجود له فى الحاضر.
ويرى بعض العمانيين ان الكلمة مأخوذة من اشتقاقها اللغوي الذي يعني المكان المرتفع .
والمدينة على كل حال تقع على ارتقاع 1900 قدم . وأيا كانت التأويلات والشروح فما الأسم اولا واخيرا غير علامة ودلالة على المكان وأهله ، والمكان فوق دلالات الأسماء من الأهمية كذلك أهله .
نزوى عاصمة عمان هناك سببان أهلا "نزوى" لأن تكون العاصمة السياسية لعمان ، بعد "صحار"، السبب الأول هو المكانة العلمية المرموقة التي تحتلها هذه المدينة منذ بزوغ فجر الإسلام على ماهو واضح في المدونات التاريخية. اما السبب الثاني وهو الأمم في- نقل العاصمة من "صحار" الى "نزوى" فهو موقعها الحصين محاطة بالجبال ، والجغرافيا التي جعلت منها قلب عمان وملتقى جهات اراضيها الشاسعة المترامية.
بدت الأمور بعد وفاة "الجلندى بن مسعود، حوالى 754 م "، أو مقتله في موقعة بجلفار دارت بين العمانيبن والجيش الذي سيره إبوالعباس السفاح بقيادة خازم بن خزيمة الخرساني لاخضاع عمان لسيطرة الخلافة العباسية فى بغداد انها ستاخذ منحى الخلاف كل زعامة البلاد.
فقد أثار موته "حزنا بالغا " وخلافا كبيرا على من يخلف هذا الحاكم العادل " حسب رداية العلامة "نورالدين عبدالله بن حميد السالمي " . ويقول " وندل فيليبس " في مؤلفه "تاريخ عمان " فى هذا الشان : ان الحالة التي كانت عليها الامبراطورية العباسية بعد ذلك ادت الى " ان أصبحت عمان فريسة للفوضي والإضطرابات ، مما أسفر عن تصاعد المنازعات" .
غير ان العمانيين عادرا وأكدوا استقلالهم مع بداية خلافة "هارون الرشيد" وانتخبوا اماما جديدا لهم هو "الشيخ محمد بن أبي عفان " والذي كان ، حسب الشيخ السالمي ، محل خلاف بين علماء واعيان عمان فى صفه خلافته فقد "قيل انه إمام دفاع حتى تضع الحرب اوزارها و قيل انه أمير جيش فاساء السيرة وبدل وغير" وأيا كانت حدة الخلاق على صحة إمامة محمد بن أبي عفان، فان فترة حكمه لعمان لم تدم غير سنتين عندما اجتمع العمانيون وانتخبوا بدلا عنه الإمام الوارث بن كعب الخروصي والذي كانت امامته تقطه التحول الرئيسية قي تاريخ نزوى عندما ارتأى ان تكون عاصمة لحكمه .
وفي هذا السياق ، سياق نقل الوارث بن كعب العاصمة من " صحار" الى " نزوى
تعني ؟
يورد الشيخ السالمي قي " تحفة الأعيان بسيرة أهل حكمان " حكاية عما كأن سائدا في ذلك الزمان من اختلاط الأسطوري والخوافي بالواقعي والحقيقي " يروي السالمي ان الوارث كان يسكن " قرية هجار من وادي بن خروص وكان يرد الرؤيا قي نومه تدل على ظهور الحق علي يده ، وانه كان ذات يوم يحرث في زرع له فسمع صوتا يقول له ترك حرثك ؟ سر الى نزوك (المقصود نزوى) وأقم بها الحق ، تنم ناداه ثانية وثالثة بذلك ، فقال الوارث ومن أنصاري وانا رجل ضعيف ، فقيل له أنصارك جنود الله فقال ان كان ذلك حقا قليكن مصاب مجزى هذا ينبت ويخضر من الشجرة التي أصله منها فغرسه قي الأرض فنبت شجرة لومي "ليمون " .. .. ، ثم سار الى نزوى فلما وصل إلى نزوى وجد خبازا يخبز وجنديا يأكل خبزه، والخباز يستغيث بالله المسلمين منه فلما رأه على ذلك زجوه ثلاثا فلم ينته ققتله ، فمضى مسرعا الى مسجد قريبا من الوادي والآن سهمي مسجد النصر (الآن زمن المؤلف بر، فأسرعت اليه الرجال لتقتله فلما وصلوا قريبا منه رأوا المسجد قد غص من الرجال المقاتلة فلم يصلوه قالوا فلذلك امختاره
المسلمون إماما ".
على أية حال وكيفما كانت هالة القداسة التي تحاط عادة بمثل هذا النوع من القادة والزعماء فأن اختيار الوارث لنزوى عاصمة لدولته املتها كما هو واضح وثابت الإعتبارات التي أتينا على ذكرها والتي هي موضوعنا الأساسي .
وقد لعبت نزوى يعد أن اصبحت ، ليمس العاصمة السياسية لعمان فحسب بل وان مكانتها كعاصمة علمية بقيت كما هي ولم تنازعها عليها أي من المدن العمانية ... حتى يومنا هذا، لعبت ادوارا رائدة وكبيرة في مسيرة التاريخ العماني حتى عهود قريبة. وسيبدو اننا لو اردنا الإستفاضه في وصف تلك الأدوار اوبعضها، سيبدو اننا نريد صعوبتين ، صعوبة في الكتابة وصعوبة مضاعفة في القراءة واننا سنحتاج الى إضعاف المساحة المخصصة لهذا الموضوع وألذي يهدف في المقام الأول الى إعطاء صور مختصرة ومكثفة قدر الإمكان للقارىء العربي لهذه المدينة التي تحمل هذه " المجلة " اسمها تسيرا لي أجلالا لمكانتها العلمية والثقافية في الماضي والراهن العماني والعربي عموما.
فير أنا لانجد عوضا من ان نعرج قليلا على واحدة من أهم الفترات في ماضي نزوى، هي فترة حكم الإمام سلطان بن سيف (1649 - 9688 م ) حيف شهدت هذه الفترة على الصعيد السياسي نحديدا تطورات هامة ابرزها إجلاء أخر ماتبقى من المستعمرين البرتغاليين عن الأراضي العمانية، بعد ما كان للإمام السابق " ناصر بن مرشد" أياد طولى في تقليه النفود البرتغالي ، والتي تبعها انشاء امبراطورية عمانية كبيرة شملت الساحل الإيراني والهندي وحتى سواحل شرقي إفريقيا. لقد كانت نشوى يوم ذاك مركز تأسيس هذه الإمبراطوية التي عرفها العالم قاطبة، صاحبة الأسطول البحري المهاب على امتداد رقعتها.
ان اكثر ماساعد نزوى العاصمة وأهلها لأن تسن مركز نشوء هذه الإمبراطورية وتوسعها، وقبلها نقطة انطلاق الجيوش العمانية لمواجهة البرتغاليين وراجلائهم " عدة اسباب فالى جانب موقعها الإستراتيجي الحصين ، يجيىء الدور الذي قامت به هذه المدينة في زمن الإمام ناصر بن مرشد على صعيد الاستقرار الداخلي وبناء القوة العسكرية يضاف اليه الحنكة والخبرة اليساسية والعسكرية التي تمتع بها الإمام سلطان بن سيف والتي اكتسبها في فترة حكم ابن عمه الإمام السابق ، ناصر بن مرشد، اذ كأن وجله القوي واحد قادة جيوشه البارزين وعن هذه الفترة يقول الشيخ السالمي في (تحفة الاعيان ) :
" اعتمرت عمان قي لولته واستراحت الرعية وزهرت البلاد بحسن السيرة ورخصت الأسعار وصلحت الثمار وكان متواضعا لوعيته ولم يكن محتجبا عنهم" .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.majaz.c.la
Admin
Admin
Admin
Admin


عدد الرسائل : 45
العمر : 37
تاريخ التسجيل : 01/12/2007

ابن بطوطة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابن بطوطة   ابن بطوطة Emptyالأحد ديسمبر 02, 2007 2:51 pm

وقد عرفت " نزوى " ازدهارا تجاريا واقتصاديا وعمرانيا كبيرا وكانت أسواقها فى تلك الفترة أكبر وانشط أسواق عمان ، وعلى الصعيد العمراني فان أبرز ماشهدته تلك الفترة هو بناء قلعة نزوى الشهيرة والمعروفة بالشهباء والتي استغرق بناؤها اثنتى عشرة سنة ويقال ان الإمام مول بناء هذه القلعة من غنائم موقعة شهيرة دارت بينه وبين البرتغاليين ، عرفت بـ " موقعة ديو"- سناتي على ذكر هذه القلعة الشهيرة لاحقا في هذا الموضوع .
وشهدت نزوى في تلك المرحلة شق العديد من الأفلاج أهمها كما يذكر الشيخ السالمي " فلح البركة " الذي يربط بينما نيابة " بركة الموز" التابعة لـ "نزوى " وبين ولاية إزكي المتاخمة .
الشهباء : معمار الوعي الوطني " الشهباء" هو اللقب الذي أطلق على قلعة " نزوى "، أبرز وأهم شاهد على عراقة تاريخ هذه المدينة واهمية دورها في التاريخ العماني وليس معروفا على وجه الدقة من أطلق عليها هذا اللقب . غير أن الكثير من المؤرخين وغيرهم يرجحون انه صاحب فكرة بنائها الإمام سلطان بن سيف .
ان القلاع والحصون هي انبثاق مبكر لهندسة الفكر العسكري العمانى، وهناك بين كثير من المؤرخين والباحثين العرب والأجانب خطا شافي بأن القلاع والحصون في عمان بناها البرتغاليون ، كما يرى ذلك الباحث الكويتي "د. خالد ناصر الوسمي " ، والحقيقة المعروفة انه لاتوجد في جميع انحاء عمان سهوى ثلاث قلاع بناها البرتغاليون جميعها في مسقط ومطرح (قلعة الميراني وقلعة الجلالي وقلعة مطرح ). وتعد القلاع والحصون من أعظم الآثار المعمارلة العمانية. وتتوزع هذه الآثار بين مبان ضخمة، مثل قلعة نزوى وقلعة الرستاق ، وبين حصون (شبه بقصور محصنة مثل حصن الحزم وحصن جبرين . وهنالك على اتساع رقعة البلاد تنتشر القلاع والحصون الأصغر حجما الى جانب الأبراج التي لاتكاد تخلو منها مدينة أوقرية في السلطنة.
" الشهباء" دون أدنى شك هي أكبر وأكثر القلاع العمانية حصانة وضخامة ومتانة .
شيدت هذه القلعة كما سلف فى زمن سلطان بن سيف وقد استغرق بناؤها اثتتى عشرة سنة ، ما يعني ضخامة هشا البناء والجهد الكبير الذي تطليه والذي استغرقه .
والقلعة في ظاهرها أو كما تبدو للعيان بناء بسيط للغاية يتكون من برج دائري كنير يبلغ ارتفاعه عن سطح الأرض 24 مترا ويصل قطره الخارجي الى 42 مترا اما قطره الداخلي فيبلغ 29 مترا وقد استخدم ما مقداره 17925 مترا مكعبا من الأتربة والحجارة في ردم القلعة حتي ارتفاع 15 مترا اما كمية الحجارة المستخدمة في بنائها فتقدر بما يصل الى 3177 مترا مكعبا والداخل الى القلعة عليه ان يسلك سلما ضيقا مظلما مبنيا بالتواء, على هيئة حرف (ح )، وعند كل انعطافة من انعطافات هذا السلم يوجد باب صغير لعرقة أي هجوم محتمل من الأعداء، وتوجد اعلى هذه المنعطفات ( ثقوب اوفتحات قاتلة ) تلقى منها القذائف على المهاجمين ، أو يسكب منها على رؤسهم ماء ساخن.
ويوجد في القلعة35 فتحة عل منسوب 24 مترا من سطح الأرض ، هي نوافذ أو مرائي ، تستخدم للدفاع في وقف الحروب . وتوجد 130 فتحة أخرى على منسوب 24 مترا لنفس الإستخدام ، وتوجد بها سبعة أبار للمياه ومنصة القلعة ذات شكل دائري تقريبا وبها فتحات للمدافع تضمن إطلاق النار وانتشارها على 360 درجة كاملة، وترتفع الجدران فوقى المنصة الى عشرة أمتار.
ان هذه القلعة الهامة كما يقول الباحث (د. أي . دريكو ) في دراسة له عن " المباني الحربية في عمان "، تمثل ل" الحد الأقصى للتوسع في نمط القلاع العمانية بين عامي ( 1660 - 1670 م ) ويبدو انها حصينة الي يومنا هذا ).
انها كفا ذكرنا ابدع واعظم صور تجليات الفن المعماري والفكر العسكري / الإستراتيجي في عمان ، أو كما يصفها الشيخ سالم بن حمود السيابي ( هي قلعة عظيمة البناء، متينة الشكل فخمة الهيئة، في بطنها سبعة أبواب لارتقائها، على كل باب فتح يدخل الضوء منه ، ويشرق عليه ا كمرصد له ولايتهادى لدخولها الا من سبقت له معرفة بطريقها، اذ يجد نفسه في قبة مظلمة، او صندوق مغلق يندهش من روعتها الرائي ) .
وقلعة نزوى التي مشهى على بنائها مايزيد على 504من السنين هي اليوم وجه نزوى وواجهتها البارزة وقبلة زوارها، وقد قامت وزارة التراث القومي والثقافة بترميمها وتوجيهها وجهة ثقاثية وسياحية للدارسين والزائرين ، فضلا عن كونها وجها تاريخيا هاما.
تراث إسلامي
تنفرد نزوى ال جانب ما تتفرد به عن مدن عمان وولاياتها مما سبق ذكره ، بكونها خزانة كبيرة لتراث هائل من المعمار الإسلامي المتمثل في مساجدها وجوامعها والتي يعود تاريخ بعضها الى العهد الأول للإسلام مثل جامع "الشواذنة " الذي بني في السنة الثامنة للهجرة . والمتمثل ايضا في الحصون والأبراج التي تتخلل قراها وأوديتها وجبالها.
ونحن هنا أمام هذا الكم الهائل من الآثار النزوية ليس بمقدور هذه الكتابة للإسباب التي ذكرناها أول الكلام أن تعطي قراءات وافية عن هذه الآثار، وحسبنا الآن تعريفات لبعض هذه الشواهد الأثرية :
الجوامع والساجد
- جامع الشواذنة :
تنسب تسميته الى بانيه الشيخ عيسى بن شاذان وبناؤه قائم في حارة تسمى ( العقر ) ويعده النزويون اقدم أو من أقدم الجوامع في سدينتهم ، ويقال انه أول مسجد بني فيها، اذ كان بناؤه في السنة الثامنة للهجرة النبوية ، وتدلل النقوش الموجودة على جدرانه انه اعيد ترميمه في السنة السابعة بعد المائة للهجرة .
في هذا الجامع ، كما تقول الروايات التاريخية ، قرئت رسالة النبي محمد (سر) الى ملكي عمان في تلك الفترة عبد وجيفي ابني الجلندى، بعد فض ختمها في صح - جامع سعال :
يعتبر ثاني جامع في نزوى بعد الشواذنة ويقال انه بني ايضا في السنة الثامنة للهجرة . و الجامع قائم في مكان يسمى سعال ، وسط حارة باتت تعرف به ، حارة الجامع وقد رمم هذا الجامع للمرة الأول في زمن الإمام الصلت بن مالك .
- جامع نزوى (جامع السلطان قابوس ):
يعد من اكبر الجوامع في نزوى ويقع في مركز المدينة ملاصقا للقلعة والحصن ، ويعد هذا الجامع ، قديما وحديثا، دوحة نزوى العلمية وجامعتها، وقد تخرج منه جل علمائها ومثقفيها، وقد جدد واعيد بناؤه في العصر الحديث كما هو الحال في الجوامع والمساجد الأخرى، ويعرف اليوم يجامع السلطان قابوس ، وفيه يقوم اليوم معهد للعلوم الإسلاميه
- مسجد الشرجة :
يقوم بناؤه في منطقة سعال وهو من المساجد القديمة ، تزين محرابه نقوش غاية في
الدقة والجمال ، وتؤشر الكتابات الموجودة على المحراب انه بني في سنة سبعمائة وسبعة وعشرين هجرية .
-مسجد الشيخ :
ينسب بناؤه ال الشيخ العالم بشير بن المنذر احد العلماء الكبار الذين نقلوا علوم الدين والعقيدة من البصرة الى عمان . ويروى ان هذا المسجد الذي يقوم في حارة العقر بني في زمن الإمام الجلندى بن مسعود.
-مسجد الشرع :
يقع في منطقة نتوف ، وهي من مناطق نزوى الأثرية والسياحية الهامة ، ويقال ان هذا المسجد تم بناؤه في الدولة النبها نية الأول ، في زمن عمر بن نبهان . وقد كتب على احد جدرانه انه بني في سنة 337هـ، وفيه تم تنصيب الإمام سالم بن راشد الخروصي سنة 1331 هـ.
اضافة الى هذه المساجد هنالك عدد من المساجد الصغيرة المنتشرة على سفوح الجبال تسمى مساجد العباد أو النسان . وهي مبنية على الأغلب من غرفة واحدة ، وساحة صغيرة مسقوفة للصلاة في ايام الحر الشديد . وهذه المساجد اماكن خاصة وبعيدة اختارها العباد والمتصوفون للتنسك والتعبد الدائم بعيدا عن ملذات الحياة .
الحصون
-حصن نزوى :
قديما كان هذا الحصن هو المركز الإداري والسياسي للمدينة ، وحتى السابع الأول من سبعينات هذا القرن كان مقر الوالى والمكان الذي يلتقي فيا المواطنون لمناقشة قضاياهم وحسم خلافاتهم واليوم واحياء للتقاليد القديمة يستعيد هذا الحصن دوره الإداري يوما واحدا في الإسبوع حيث يباشر فيه الوالي اعمال الولاية ويلتقي فيا المواطنون ، يناقشون قضاياهم ويحسمون خلافاتهم تماما كما كان في الماضي.
يروى ان هذا الحصن بنى في زمن الإمام الصلت بن مالك الخروصي عام 225هـ وهناك رواية أخرى تقول انه بني قبل الصلت باثنتي عشرة سنة .
ويقع الحصن في مركز المدينة ملاصقا لقلعة نزوي، أو على الأصح جاءت القلعة ملاصقة للحمن ذلك ان تاريخ الحصن سابق لتاريخ القلعة .
- بيت الصلت :
أحد الحصون القديمة في نزوى يقوم بناؤه في مكان يسمى ( علاية نزوي )، ويتكون بنيانه من ثلاثة طوابق محاطة بسور منيع وبرجين من جميع الجهات .وباني هذا الحصن هو الشيخ "محمد بن عبدالله الكندي".
- حصن نتوف :
يقع على سفح الجبل الأخضر بمنطقة نتوف التي يحمل اسمها، وجاء بناؤه كما يبدو لأغراض عسكرية في المقام الأول اذ يحتل موقعا استراتيجيا من حيث تحكما في مدخل الجبن الأخضر، وهو حصن فسيح تحيط به ثلاثة بروج ويحكى أن بانيه هو الشيح محمد بن سلط النبهاني.
-حصن الرويدة :
يقع هذا الحصن في برتحة الموز ويخترقه فلج البركة ويعتبر موقعا استراتيجيا مهما من حيث تحكما ء مدخل الوادي المؤدي الى الجبل الأخضر.ومؤسس هذا الحصن هو محمد بن الإمام أحمد بن سعيد.
معظم الحضارات الكبرى التي عرفتها الإنسانية عل اتساع تاريخها نشأت وازدهرت على السواحل ، قرب البحار والمحيطات ، لضمان استمرارية الحياة وتطورها وانفتاحها على غيرها من الحضارات والتجمعات البشرية . ومعظم هذه الحضارات تجنبت على الدوام سكنى الأرض الجبلية والصحر واية ، لصعوبتها وموامتها وجفافها.
غير ان ثمة حضارات أخرى قدر لها ان تقوم على أراض جبلية أو صحراوية ، متحملة مشقة صنع حياة بشروطها وبدائلها على ارض اقل ما يمكن ان توصف به انها صعبة ومستحيلة ، ومن بين هذه الحضارات ، حضارة الإنسان العماني التي كان لجزء مهم منها ان ينشأ.فوق ارض مسيجة بالجبال ، فعمان كماهر معلوم تحتوي عل نحو ربه الخط الساحلي لشبه الجزيرة العربية ، والذي يزيد طوله عن ( 4000) ميل ، ومع ذلك فان حياة الغالبية من العمانيين لم تقم عل هذا الساحل الطويل وانما في الداخل ، في مناطق جبلية وصحراوية ( المنطقة الداخلية ومنطقة الظاهرة واجزاء كبيرة من المنطقة الشرقية )، وأصعب هذه المناطق الثلاث على الإطلاق واشدها صرامة هي المتنة الداخلية والتي قلبها نزوى.
كيف أسست نزوى حضارة تحت ثقل بافض من الجبال ، وكيف استطاع هذا الإنسان النن وي ان يوجد حياة قادرة على النمو والتفاعل والعطاء، وان يخلف هذا الوجود الإنساني المبكر في مكان بالصعوبة التي ذكرنا، هذا الكم الهائل من الأحداث والبطولات والمعارف ؟
تلك امسلة اردناها مدخلا لموضوع ، يشكل في عمومه تجربة عمانية صرفة لاتحاكها تجربة في مكان او قطر أخر إلا في ما ندر، وهي تجربة "شق وبناء الأ فلاج "، كك العملية المدهشة التي استاطاع العمانيون بفضل تمكنهم منها وتطويرها على مر العصور من صناعة وصياغة حياة كاملة وناجزة بشروطها وبدائلها في المكان الأصعب تماما.
وفي نزوى كما في نميرها من المدن العمانية المشابهة كانت الأ فلاج هي مفتاح الحياة وهندسة البقاء والنمو، وكان أول ماباشره الإنسان حال استوطانه هذا المكان ، أو ما كان يجب ان يبدأ به حياته ، هو شق الأنط ج عبر إيجاد قنوات وممرات للمياه المحزونة في باطن الجبال ، ولهذه العملية هندسة دقيقة وشاقة عني بدراستها، دراسة علمية حديثة ، كثير من الباحثين الأجانب .
وفي هذه المدينة يوجد أكبر فلج في عمان كلها الى جانب عدد كبير من الأفلاج ، وهذا الفلج الكبير والشهير، يسمى فلج "دارس"، وتسمية الفلج تعود، حسب الرواية الشعبية في "نزوى" الى ان اربعين شخصا ماتوا غرقا عند شقة ، أي أن هذا الفلج قد لان"درس" أربعين رجلا مرة واحدة يروي "دارس " مساحة كبيرة من نزوى.
ويصل تصريفه المائي الي ( 55 لترا مكعبا ) وترتوي مته قرابة مائة ألف نخلة الى جانب مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية يتكون " فلج دارس " من رافدين " ساعدين " ، الأول يطلق عليه الرافد أو الساعد الكبير ويبلغ طوله ( 1700 متر) وسمي بالرافد الكبير لأنه الأكثر غزارة. أما الرافد، أو الساعد، الآخر فيسمى الصغير لأنه الأقل غزارة، ويصل طوله تحو ( 1900 مترا)- وفي لتزوى يوجد عدد كبير من الأفلاج منها فلج " الخطمين" و "الغنتق " ، " ضوت " ، " ابو رؤابة " ، " السعالى" "الخوي "، " الدنين " ، "العين " وغيرها من الأفلاج التي بحثت عن الحياة في باطن الجبال وبعثتها.
ان هندسة الأفلاج العمانية هي بجملة واحدة، هندسة الحياة في المكان الأكثر صعوبة وقسوة على الحياة.
الوجه الأقل صرامة
" الحياة هي في مكان آخر"، بحسب الكاتب "ميلان كونديرا" .
وفي نزوى ثمة حياة في مكان أخر. حياة خارج المسجد والقلعة والحصن والمعركة والكتاب ، حياة، هي با لأحري الوجة الآخر الأقل صرامة للحياة، انها المرتبطة بالمهارات البشرية، الفردية والجماعية، من صناعات وفنون تقليدية تشتهر نزوى بعدد كبير من الصناعات والحرف التقليدية، بعضها مرتبط بالمهنة الرئيسية للنزويين، وهى الزراعة ، وبعضها الآخر بما يعاد تركيبه وتصنيعه محليا ومن هذه الصناعات .
- صناعة البسر ( التسبسيل )، وهي صناعة موسمية مرتبطة بنوع من بلح النخيل ويسمى " المبسلي " حيث يؤخذ بلح هذه النخلة ويغلى في "مراجل " كبيرة ، ثم يجفف يسوق كنوع من "الحلويات " غير مضاف اليه اي مركب أخر،ويصبح سلعة هامة نحير انها لا تسوق محليا، وتتركز اسواقها في شبه القارة الهندية وكان يبلغ انتاج نزوى من هذه السلعة في العقود السابقة الى ألف طن )
- الحلوى العمانية :
تعتبر نزوى اشهر مدينة عمانية في صناعة وانتاج الحلوى العمانية . وهي نوع من الحلوى تصنع من النشا والقمح والسكر الأحمر الذي ينتج محليا والسمن البلدي مضافا اليه الهيل والزعفران
- تقطير ماء الورد :
الورد الذي يعرفه العالم باقات تزين الغرف والشرفات
الورد الذي يعرفه العالم باقات تزين الغرف والشرفات في نزوى . في الجبل الأخضر تحديدا، يزرعونه بكثرة، هنالك مساحات كاملة من الآراضي مزروعة بالورد ولكن ليس لمنشره الجميل أو شذى عبيره ، وانما لتصنعيه وتحويله الى سائل وسلعة ثمينة تدخل في استخدامات كثرة وهذه العملية التي تسمى "تقطير ماء الورد"، عملية صعبة ومعقدة للغاية ، غير أن النزويين يجيدونها إجادة تامة ومن الصناعات والحرف التقليدية التي يمارسها النزويون ، صناعة السكر، وصناعة القطن ، وصناعة " النيل " وهومادة تستخرج من شجرة تسمى "العظلم " حيث يجمع ويحشى وينقع في أوعية فخارية تسمى " الخوابي " وبمعادلات ومعاملات خاصة تنتج مادة تسمى " النيل " وتستخدم في تخضيب الملابس والنسائية منها علي وجه الخصوص.
ومن الصناعات الأخرى، صناعة النحاس وصناعة الذهب والفضة والنسيج ودباغة الجلود اما فيما يتعلق بالفنون التقليدية فان نزوي على أية حال لا تستل ، كفا هي في أمور كثيرة، مكان الصدارة بين المدن العمانية ففي حقل الفنون الشعبية ئ بما كانت نزوى تحتل مركزا متأخرا ، كما هو حال غالبية مدن الداخل العماني ، ولمناخ وجغرافية الداخل دور أساسي في ذلك ومن الفنون الشعبية التي تشتهر بها نزوى، فن " القصافية " وهو " رزحة " سريعة الإيقاع يقوم بها الشباب تمهيدا لرزحة الكبار وهي نوع من المبارزة أو المبادالات الشعرية القصيرة بين فريقين يحكي اغراضا وموضوعات مختلفة من الغزل الى الهجاء، وهذه " القصافية " الصغيرة لما لاتستمر طويلا حيث يخلي الشباب الساحة للكبار في " القصافية الكبير" التي لأتختلف عن سابقتها إلا في طول زمنها كفا تعرف نزوي فنونا شمعبية أخرى مثل " الطوق طوق " الذي يقام في منتصف شهر رمضان ، " والتهلول " الذي يقام فى أولى شهر ذي الحجة، وفن " التبسيل " الذي ليصاحب عملية صناعة التبسيل.

المكان في مجمله ، في ظواهره وبواطنه هو مجموعة من البشر، تأتي وتذهب ، تبني وتهدم لتبني تنتظم دوما هذه المجموعة، أو (لمجموعات من البشر حول عنصر، خيط واحد ناعم ولكنه متين، هو التبدل والتغير.

الثبات في حقيقة التاريخ وحتي في حقيقة الأسطورة يعنى الموت والفناء. وتبدل الإنسان وتغيره ليس موتا وليس فناء، وإن بدا الموت الحقيقة الأكثر وضوحا ويقينيه في حياة ألإنسان ، غير أنه ليعس موتا جذريا للإنسان وإنما هو فحسب سقوط ورقات من شجرة عظيمة هي البشرية التي تبرعم على الدوام أغصانا وورقات جديدة.
هذا التبدل والتغير الدائمان والحتميان في حياة البشرية هو في المقابل تبدل وتغير هائلين في " حياة " المكان تتناسل الأمكنة ايضا كما تتناسل البشرية ، وتشتخ الأمكنة كما يشبخ الإنسان. غير ان شيخوخة الأمكنة يمكن " تشبيبها"، إعادة الشباب اليها، وهذا تماما ما حدث لنزوى، فننروى اليوم لمن يراها يخالها مدينة " شابة "، مدينة جديدة، لكنه شباب وقور، شباب حافظ على ملامح " القدامة " التي كانت. ففي نزوى الآن (الآن الذي عمره تحديدا اربعة وعشرينسنة) يتجاور القديم والجسيد ويتاخ يان في مشهد يحفظ للقديم "قدامته وأثريته وتاريخيته " وللجديد اشراقته وابتسامته وصرامته ايضا التى لا تجعله مختلفا في المشهد العام للمدينة، عمرانا وإنسانا ان نزوى القسيمة تلك المدينة وإذا ما أخذنا ببعض فرضيات "كمال الصليبي " فإن تاريخها يعود الى العام 350 قبل الميلاد، هي اليوم مدينة حديثة تماما حداثة لم تنتقص ولم تؤثر في وجهها الحضاري الضارب والموغل قي القدم . بل ان وجهها الشيم حي كما كان في أيامه الأولى مع وجود ضروري وحتمي لشروط ومتطلبات الحياة المعاصرة. فقلعتها " الشهباء" التي يزيد عمرها على 504من السنوات هي اليوم ، وكما لو أن كل هذه (لسنوات لم تؤثر ولجما تغير فيها" وفي حقيقة الأمر ان للسنوات تأثيرها الكبير على هذه القلعة وعل غيرها من آثار المدينة وعلى المدينة نفسها، اسواقها، حواريها وازقتها واسوارها ، لو لم يجدد شبابها وتعاد لها الحياة، عبر إهتمام حكومي با رز بمدينة نزوى وتراثها وتا ريخها والتي تكرس وتعرف في حكمان ، وعبر الخطاب الإعلامي والثقافي العماني بمدينة " التاريخ والتراث " ، وقد تجلى هذا الإهتمام على مدى السنوات الماضية في إنجاز الكثير من المشروعات علي أصعدت الحياة المختلفة والتي كان على ألف القائمة تاريخها وأثارها ويتجلى الإهتمام بهذه المدينة ويبرز أكثر خلال هنا العام ، وهو العام الذي يحمل شعارا ومضمونا ثقافيا كبيرا، والذي سمي انطلاقا من توجه وطني كبير بــ " عام التراث العماني " الذي أعلنه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم رائد نهضة عمان الحديثة في توجهه العميق لاحياء التراث العماني كففصل أساسي في صياغة المشروع الحضاري للبلاد. وقد أختيرت نزوى لمكانتها التي تعرفنا على بعض منها حاضنة لإبرز برامج وفعاليات واحتفالات هذا العام والتي ستتزامن في نوفمبر المقبل واحتفالات البلاد بالعمد الوطني الرابع والعشرين المجيد. إن أكثر ما أخذته في حسبانها هذه الكتابة عن مدينة هي ، في الأصل ، ذاكرة الذاكرة العمانية هو تلك المقولة الشائعة لدى أغلب المؤرخين العمانيين ، وهي أن نزوى " أعرف من ان تعرف".
ونقول قي الم لأخير أننا حاولنا تعريف ما لايعرف ووصف مالايوصف وإن هذه المدينة بإختصار وبجملة واحدة ذهب المكان وفضته ، وذهابه بالحياة الى أقصاها.

وفاته:
في عام سبعمائة وسبعين من الهجرة (770هـ) توفي ابن بطوطة في مدينة فاس بالمغرب بعد أن جاب البلاد مشارقها ومغاربها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.majaz.c.la
 
ابن بطوطة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مجز العريقة :: {{ مجزنا }} :: ҉ਿ°●φ¸¸.»»مجز البحوثات المدرسيه««.¸¸φ●°ੀ҉-
انتقل الى: