محمد ربيع:
سياسة الكيل بمكيالين من المسؤولين والإعلام المحلي أخرجتنا عن طورنا.
فوزي بشير:
ما يحدث في الاتحاد العماني "مسخرة " يجب وضع حدّ لها
كانو:
بعض النجوم المدللين غير راضين عما يحدث
أحمد حديد:
الجماهير العمانية شاهدة على ما يجري
جميعنا فخورون بالانجازات التي حققها المنتخب الوطني الأول خلال الفترة الماضية، وجميعنا يتمنى استمرار عطاء نجومه وتألقهم سواء داخل صفوف الفريق الوطني أو مع أنديتهم داخل وخارج السلطنة، وجميعنا يطلب من الله أن يتم عليهم نعمة الاستقرار النفسي والبدني والفني، وألا يظهر ما يعكر عليهم صفو حياتهم الرياضية، لكي نتمتع بمهاراتهم أطول فترة زمنية ممكنة ويعوضوننا سنين القحط العجاف الماضية.
ولكن يبدو أن هناك ما يهدد استقرار منتخبنا واستمرار عطاء نجومه، وبالرغم من أن الأمور تبدو على السطح هادئة، ولا تشي بما يمكن أن يبعث الخوف في قلوب جماهيرنا العزيزة، إلا أن في منتخبنا مشكلة!
بدأت مع بداية تكون فريق الأحلام العماني – إن صح هذا التشبيه – وكبرت معه حتى غدت هماً يطبق على مجموعة من نجوم الفريق إلى الحد الذي جعلهم في النهاية يخرجون عن صمتهم ويصرخون بعلو أصواتهم " نحن مظلومون ولا نعامل كما نستحق من قبل الاتحاد العماني والإعلام المحلي ".
تتبعنا المشكلة وحاولنا التعرف عليها أكثر. فالتقينا بمجموعة من اللاعبين بعضهم كان لديه الجرأة لطرح القضية في الصحافة والبعض الآخر رفض التصريح رغم أنه أكد وجودها خلال بعض الأحاديث الجانبية.
فما هي المشكلة؟ وما مدى خطورتها؟ وهل يمكن أن تهدد مستقبل منتخبنا في الاستحقاقات القادمة، أسئلة سنحاول الإجابة عليها خلال هذا التحقيق مع مجموعة من أعمدة المنتخب الوطني الذين أبدوا استياءهم الشديد من الطريقة التي يعاملهم بها الاتحاد والإعلام المحلي، وأسلوب الكيل بمكيالين - حسب تعبيرهم – مع عناصر الفريق.
عائلة
نحن في المنتخب أشبه بعائلة واحدة بدأنا مع بعض وحققنا خلال فترة قصيرة الكثير، ولم يبخل أي منا بجهده لإنجاح مساعي جهازيه الإداري والفني وإسعاد الجمهور العماني الحبيب، ولكن ما يحصل من قبل مسؤولي الاتحاد أخرجنا عن طورنا! بهذه العبارات بدأ محمد ربيع قائد منتخبنا الوطني يسرد تفاصيل المشكلة ويتابع: " بعد كل مشاركة ناجحة للمنتخب، ينصب كل الاهتمام على مجموعة معينة من أفراد الفريق سواء من قبل الاتحاد العماني أو وسائل الإعلام وكأن هؤلاء هم وحدهم وراء تحقيقه، بينما تظل بقية الفريق في الظل، ولا يعيرها أحد ولو جزءاً يسيراً من الحفاوة التي يحصلون عليها، وعلى الرغم من قيامي كقائد للفريق بطرح هذا الموضوع أمام مسؤولي الاتحاد، وتنبيههم إلى خطورة الاستمرار على هذا النهج، الذي بدأ يتسبب في تدهور الفريق، إلا أن الأمور ظلت على ماهيتها دون تغيير".
وأضاف: " لا أريد هنا أن أوجه أي لوم لأي لاعب من لاعبي الفريق؛ لأن لا يد لهم فيما يحصل، ولكن من حقنا نحن أيضاً أن نحصل على التقدير الذي نستحقه أسوة بغيرنا، بدلا من أن يركز ذلك على أشخاص لا يفضلوننا في الجهد أو أقل منا عطاءً ( على الأقل بالنسبة لي ). والأدهى والأمر أن هذا ليس مقتصراً علي رجال الاتحاد فقط بل تشترك فيه وسائل الإعلام المحلي؛ إذ أن تركيزها منصب على نفس اللاعبين وكأن هناك اتفاق مبرم بين الطرفين، وهذا أمر محزن فمن الممكن أن نجد بعض المبررات لسلوك الاتحاد وإرجاعه لنقص الثقافة الرياضية لدى عدد كبير من أعضائه، ولكن الإعلام يفترض به أن يكون أكثر وعياً وإدراكاً لأهمية دوره في إنجاح مسيرة المنتخب في مختلف مشاركاته، والعمل على التعاطي الموضوعي والعادل مع جميع عناصره، ففي الوقت الذي نعامل فيه لدى الإعلام الخليجي كفريق واحد دون تخصيص أو تركيز على لاعب بعينه، يحدث العكس في إعلامنا المحلي، و إن لم يتم تدارك واحتواء هذه المشكلة ستكون النتائج وخيمة علي المنتخب، فهناك العديد من لاعبي الفريق الذين يفكرون بجدية في ترك الفريق نتيجة ذلك".
محط اهتمام
أحمد مبارك ( كانو ) يوافق ربيع على ما قاله ويضيف: " بدأنا كمجموعة منذ ست أو سبع سنوات، ولعبنا العديد من البطولات عشنا خلالها مرارات الإخفاق، كما تذوقنا حلاوة النجاح، وأن تتجه الأنظار بعد كل مشاركة موفقة إلى أشخاص بعينها، أمر مقبول من وجهة نظري، فهذا موجود في كل مكان؛ لأن اللاعب المميز تسلط عليه الأضواء ويكون محط الاهتمام دائماً، لذلك سعيت منذ البداية لتحسين أدائي وتطويره، أملاً في أن أحظى بما يحظى به غيري من حفاوة، ولكن بعد سنوات من العمل والاجتهاد والتضحية من أجل الفريق، أجد أن الأمور لم تتغير فما يزال الاهتمام من قبل الإعلام والاتحاد منصبا على نفس المجموعة ، سواء قدموا مستويات جيدة أو لم يفعلوا، بينما لا نظهر نحن إلا لكي تلسعنا سياط النقد من هنا وهناك".
ويضيف: " عندما نستعد لخوض بطولة معينة يكون التركيز منصبا على المنتخب الوطني ككل دون تمييز. ولكن عندما نعود يتحول هذا التركيز إلى بعض عناصر الفريق مع إهمال البقية الأخرى؛وكأن مشاركتها كانت تحصيل حاصل. وهذا ليس حسداً لزملائي فأنا أتمنى لهم الخير خصوصاً وأن أغلبهم غير راض عما يجري، وبلغ الأمر ببعضهم إلى الانزواء بعيداً عن الإعلام ، ولكن في النهاية هم لا يستطيعون أن يقولوا للإعلام لا تسلط الأضواء علينا ، وللاتحاد العماني افعلوا هذا أو لا تفعلوا هذا. فالأمر برمته متعلق بتصرفات أعضاء الاتحاد، الذين يجب أن يعوا أن ما يقومون به يحبطنا كثيراً ويؤثر على استقرار المنتخب بشكل كبير،ثم وسائل الإعلام المحلية التي يجب أن تراعي مصلحة المنتخب، وأن لا تقوم بما يمكن أن يحدث تصدعات داخل صفوفه لأن دورها هام وحيوي".
أنا أؤيد ما قاله زملائي عن وجود محاباة واضحة لبعض عناصر المنتخب، هذا ما بادرنا به أحمد حديد ويوضح ذلك قائلاً: " أبرز صورة لهذه المحاباة ظهرت بعد عودتنا من بطولة خليجي 17 في الدوحة وحصولنا على المركز الثاني كأول انجاز للكرة العمانية على مستوى بطولات الخليج ،إذ نظم الاتحاد العماني حفل استقبال كبير للمنتخب في مجمع السلطان قابوس ببوشر، وكان بحق مفاجأة كبيرة بالنسبة لنا وبادرة جعلتنا في غاية السعادة، خصوصاً عندما أحاطت بنا مئات السيارات لتزفنا إلى المجمع الذي امتلأ عن بكرة أبيه؛ ولكن عند وصولنا قام منظمو الحفل بتجاهل قائد الفريق هاني الضابط ونائبه محمد ربيع بالإضافة لأكبر لاعبيه المخضرم سليمان خميس المزروعي ومجموعة من اللاعبين أصحاب الأقدمية في المنتخب مثل مجدي شعبان وهاشم صالح، وتم استدعاء لاعبين آخرين لكي يلقوا خطابات للجمهور بالنيابة عن بقية الفريق وسط دهشة جميع أعضائه.
وأنا لا أذكر ذلك غيرة على العكس فأنا أتمنى لهم التوفيق والتقدم في حياتهم وهم يستحقون التقدير، ولكن مثل هذه الأمور تهدد استقرار الفريق، وتخلق نوعا من الحساسية بين لاعبيه وهو أمر لا يخدم مسيرة المنتخب خصوصاً في هذه الفترة الحرجة ونحن مقبلون على استحقاقات مهمة للغاية".
واقع مرير
عذراً للكلمة ولكن ما يحدث في الاتحاد ( مسخرة ) بهذه العبارة نفس فوزي بشير عن انزعاجه الشديد لما يحدث حيث يقول: " نحن نعاني من هذه المشكلة منذ أكثر من أربع سنوات، إذ أن الاهتمام ينصب على ثلاثة أو أربعة أشخاص سواء من قبل الإعلام أو من قبل رجال الاتحاد العماني. بينما يوجد في المنتخب 24 لاعباً ، فواقع ما يحدث خلف الكواليس بعيداً عن أنظار الجمهور مرير ويخلق العديد من المشاكل، وأنا لا ألقي اللوم علي زملائي اللاعبين، لأن لا ذنب لهم ولكن اللوم يقع على إعلامنا المتحيز وعلى بعض أعضاء الاتحاد العماني، الذين يصرون على التودد لبعض العناصر على حساب الآخرى".
وتابع: "ولكن عزائي الوحيد هو حب الجمهور والذي أعتبره وساما على صدري لأني حصلت عليه من خلال ما قدمته من عطاء داخل الملعب، وليس بواسطة تلميع الإعلام، فالجمهور يميز بين لاعب و آخر بمقدار ما يقدمه داخل الملعب وليس لاعتبارات لا صلة لها بالرياضة أبداً، فالجمهور وحده من يوجد التوازن النفسي بداخلنا ويدفعنا للاستمرار وتقديم أفضل ما لدينا".
وختم: " إن ما يحدث حالياً يمكن أن يخلق العديد من المشاكل داخل الفريق ويؤثر على انسجام المجموعة، ويجب أن يوضع له حد في أسرع وقت ممكن".
هذه مشكلة لاعبي منتخبنا الوطني مع بعض مسؤولي الاتحاد ووسائل الإعلام المحلية، وقيامهم بطرحها أمام الجمهور الآن محاولة منهم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لذا يجب أن لا يحمل الموضوع محملاً شخصياً، بل العمل على رأب الصدع الذي يبدو أنه آخذ في الازدياد قبل فوات الأوان.
الرئيسية 
